المجلة الإفريقية للدراسات المتقدمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية (AJASHSS)

الوساطة الجنائية لأجل الصلح في النزاعات الأسرية، التحديات ورهانات الإدماج في التشريع المغربي: دراسة تحليلية مقارنة

2024-04-11T00:20:54+00:00

إن الخلافات الأسرية يغلب عليها طابع الخصوصية والحساسية، كما أنها تتميز باختلاف طبائع مكوناتها، وهو ما يجعل الحياة الأسرية أرضَا خصبة لحصول الخلافات والنزاعات التي قد تعصف بالأسرة كلها إذا لم تتم معالجتها بحكمة وروية. وللحفاظ على استقرار الروابط الأسرية واستمراريتها، يجب على الأطراف تجنب ما أمكن آليات المعالجة الزجرية لحل النزاعات التي قد تنشأ بينها. بمعنى أن هذه المقاربة تحث على الانسحاب الضروري للقانون الجنائي لصالح الإدارة المدنية للنزاعات الأسرية كلما أمكن ذلك، مع فتح المجال لصالح العدالة التصالحية. فهذه الدراسة تسلط الضوء على موضوع حساس وغاية في الأهمية، فمن السهل خضوع أطراف النزاعات الأسرية لإغراءات القانون الجنائي، لكن من الصعب أن تسهم المقاربة الزجرية في دعم بنيان الأسرة وتماسكه، بل قد تؤدي إلى تفككه. لذلك تتساءل الدراسة هل التوجه رأسًا نحو المتابعة الجنائية والرهان على الجانب الزجري الذي يعكس التغيير الاجتماعي المفرط نحو رفض الآليات البديلة للمتابعة وعدم قبولها، أم أن الأمر ليس كذلك خصوصًا في ظل مجتمع مغربي متشبث بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، وهويته تتميز بتبوؤ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها. وقد خلصت الدراسة إلى أنه بالرغم من أن المشرع المغربي أقر آليات بديلة للدعوى العمومية، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى بعض التشريعات المقارنة، ليبقى التحدي المطروح في الوقت الراهن هو إعادة النظر في التأطير التشريعي لآليات ومساطر العدالة التصالحية أثناء معالجة الجرائم الأسرية ومأسستها بمقاربة جديدة، ضمانًا لنجاعة آليات العدالة الجنائية وتحديثها.

تباين المواقف الروسية الأمريكية وأثرها على الملف النووي الإيراني

2024-04-11T23:52:01+00:00

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضو على التباين بين كل من الموقف الروسي والأمريكي حول البرنامج النووي الإيراني وأثر هذا البرنامج على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. تسعى إيران إلى تبني المشروع الاستراتيجي النووي، لمحاولة الوصول إلى امتلاك قدرات نووية، حتى يكون لها حضور على الصعيد الإقليمي، وتعزيز دورها الأمني في منطقة الخليج العربي وأسيا الوسطى وبحر قزوين، إلا أنها قد تعرضت إلى المعارضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وبطولها في مفاوضات متعددة، وتم تحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، وتعرضت منشأتها النووية للتفتيش من قبل وكالة الطاقة النووية، كان لروسيا دور مغاير عن الولايات المتحدة الأمريكية فقد حاولت روسيا تعزيز الثقة مع إيران وانتهاج دبلوماسية معتدلة معها لمعالجة المختنقات التي علقت بالملف النووي الإيراني. خلص البحث إلى مجموعة من النتائج والتوصيات والتي من شأنها المساعدة في فهم وتقييم التباين الأمريكي والروسي من الملف النووي الإيراني.

الافتراض السابق والتداولية: قراءة في المقاربات النظرية واقتراح إطار خطابي أوسع للمفهوم

2024-04-16T15:42:00+00:00

الافتراض السابق مفهوم نشأ من رحم الاهتمام بفلسفة اللغة قبل تبلور التداولية، ومع تبلور التداولية ودراسات الخطاب اختلطت المرجعيات العلمية التي تنظر للافتراض السابق، حتى بلغت حد التضارب؛ بين من يجعله عملا تداوليا يقوم به المتحدث ومن ثمّ يقترب من أفعال الكلام ومن الخصائص التداولية للحديث، أو من يجعله خارج إطار البحث التداولي ومن ثمّ يقترب من التحليل الدلالي والمعنى المعجمي، وهو ما يؤثر على فهم دوره في الخطاب وطريقة تحليله التي اختلفت وتعددت منذ فريغه وراسل وصولا إلى ستراوسن وجرايس وفان دايك وجورج يول.

تسعى هذه الورقة إلى تمييز المرجعيات العلمية المتعددة للنظر للافتراض السابق سواء من حيث طبيعته ودوره في الخطاب أو طريقة تحليله، ومن ثمّ تمييز ما يكون تداوليا منه أو غير تداولي، وتقدم الورقة اقتراحا أوسع لمفهوم الافتراض (الافتراض الخطابي) الذي يجعل الافتراض السابق أساسا من أسس التعبير الخطابي. وتتنوع طرق الافتراض في الخطاب لتشمل الصريح وغير الصريح، والتداوليَّ والدلاليَّ، وما يستند إلى حقيقة أو قضية صادقة أو إلى عمل مخادع، ومنه ما يكون ضمن عملية استدلال أو ضمن عمل غير استدلالي. وتجمع الورقة بين المراجعة النظرية والفلسفية واستكشاف المفهوم تحليليا من خلال المراسلات السياسية في العصر العباسي، وتمثل المراسلات السياسية الحوارية ساحة مهمة للتحليل التداولي واستكشاف الخصائص التداولية، وكذلك اختبار مفهوم الافتراض السابق واستكشافه وتحليله.