أسباب ظـاهرة التـسول في المسـاجد من وجهة نظر أئمة وخـطباء الكاميرون وسبل مواجهتها من منظور التربية الإسلامية

الملخص

يعد التسول ظاهرة متفشية تمثل مشكلة اجتماعية، تثير القلق ويئن منها أفراد المجتمع، وتعتبر سلوك مرفوض اجتماعياً، وتنعكس آثارها السلبية على كافة مناح الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والأمنية. هدف هذا البحث إلى التعرف على أسباب ظاهرة التسول في مساجد الكاميرون من وجهة نظر الأئمة والخطباء، ومعرفة فروق ذات دلالة احصائية في إجابات عينة البحث، ومن ثم تقديم السبل الكفيلة للحد ومواجهتها من منظور التربية الإسلامية. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي بالأسلوب المسحي، والاستبانة كأداة جمع البيانات وتحليلها باستخدام برنامج (SPSS) ، وقد خلصت نتائج البحث إلى أن ظاهرة التسول في مساجد الكاميرون شائعة بدرجة كبيرة بمتوسط حسابي (3.87) وقد جاءت موافقة العينة على جميع عبارات الاستبانة متراوحة بين درجة (كبيرة - متوسطة)؛ حيث تراوحت متوسطاتها الحسابية بين (4.42 -2.98) وتمثلت أكبر أسباب هذه الظاهرة في التفكك الأسري، وحالات الطلاق، والوفيات بمتوسط حسابي (4.27)، وأفاد البحث بأن الإسلام وبعض التشريعات تمنع التسول، كما توصلت النتائج بعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α≤0.05) في استجابات الأئمة والخطباء تعزى لاختلاف سنوات الخبرة والمؤهل. وأكد البحث أن من أنجع السبل لمجابهة التسول من منظور تربوي إسلامي هو نشر قيمية الإيثار بواسطة الأئمة والخطباء، وبناء الأوقاف بحيث يصرف ريعها على جهات البر المختلفة وتتمثل في التكافل الأسري، وكفالة الصغار، والأيتام، وكفالة المساكين والفقراء، والجيران، والغريب، وأوصى البحث بضرورة تفعيل الشراكة بين المؤسسات التربوية والاجتماعية لتعزيز دور التكافل الاجتماعي لأداء حقوق أفراد المجتمع من خلال تقديم لهم الرعاية اللازمة.