تقييم ديناميكية الأراضي الرطبة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية – سبخة تاورغاء نموذجاً

الملخص

تلعب البيانات الرقمية التي يتم الحصول عليها من الأقمار الصناعية دورًا محوريًا في فهم طبيعة التضاريس ورصد التغيرات البيئية، خاصة في المناطق الرطبة الساحلية، فباستخدام هذه البيانات، يمكن إنتاج خرائط متنوعة تُستخدم في تحليل ومتابعة التحولات البيئية على مدى زمني واسع، وتعد ليبيا من الدول الموقعة على اتفاقية رامسار الدولية لحماية الأراضي الرطبة، وتبرز سبخة تاورغاء كواحدة من هذه المناطق ذات الأهمية البيئية الكبرى، تتميز هذه السبخة بتنوعها البيولوجي، وكونها محطة استراحة حيوية للطيور المهاجرة والمهددة بالانقراض، ولكن ساهم تغير أنماط استخدام الأراضي في زيادة الضغط البيئي عليها، مما أدى إلى تقلص مساحتها بشكل تدريجي؛ لذلك استخدمت الدراسة تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لمتابعة التغيرات البيئية في المنطقة. من خلال الاعتماد على خمس صور فضائية من القمر الصناعي لأندسات (النسختين 5 و8) للأعوام 1990، 2000، 2010، 2020، 2024، التي تم الحصول عليها من هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية (USGS) وقد تمت معالجة هذه الصور وتحليلها باستخدام برنامج ArcGIS10.8.أظهرت نتائج التحليل أن مساحة السبخة قد انخفضت بشكل ملحوظ من 885.1 كم² في عام 1990 إلى 737.363 كم² في عام 2024، وبلغ إجمالي النقصان في المساحة 147.737كم² خلال هذه الفترة، وهو ما يعكس خسارة كبيرة ناتجة عن الضغوط البيئية المتزايدة مثل التغيرات المناخية  والنشاط البشري كعمليات الردم، والتجريف، والتوسع السكني، وتحويل بعض المواقع إلى مكب للنفايات.