مستقبل الطاقات المتجددة في ليبيا وأثرها في تحقيق التنمية المستدامة: دراسة استشرافية تحليلية

الملخص

إن استثمار ليبيا في الطاقات المتجددة يمثل فرصة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية. يمكن لليبيا أن تستفيد من مواردها الطبيعية الغنية وتوفير فرص عمل جديدة وتحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة.

جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على مستقبل الطاقات المتجددة في ليبيا وتحليل أثرها في تحقيق التنمية المستدامة، من تحليل الوضع الحالي للاستدامة في قطاع الطاقة في ليبيا، وتقييم الإمكانات والتحديات المتعلقة بتنمية الطاقات المتجددة، ودراسة السياسات والتشريعات المعمول بها، بالإضافة إلى تحليل الفوائد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية المرتبطة بتبني الطاقات المتجددة.

ولتحقيق أهداف الدراسة، تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي للتعرف على واقع ومستقبل الطاقات المتجددة في ليبيا وأثرها في التنمية المستدامة.

وخلصت النتائج إلى أن الطاقات المتجددة تعد عاملاً مهماً في الحفاظ على البيئة والنهوض بأبعاد التنمية المستدامة وبديلاً مستداماً للطاقة الأحفورية، وأن ليبيا تتمتع بموارد طبيعية غنية للطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح التي توفر فرصاً كبيرة لتوليد الكهرباء بطرق مستدامة ونظيفة، وتعتمد ليبيا بشكل كبير على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجاتها الطاقوية، وبالتالي، فإن الاستثمار في الطاقات المتجددة يمكن أن يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحقق استقلالية أكبر في مجال الطاقة، وإن الاستثمار في الطاقات المتجددة بليبيا يقتصر على بعض المناطق النائية أو الصحراوية في تزويدها بالكهرباء من الطاقة الشمسية، وجاء ترتيب الأهمية النسبية للمحاور كالتالي: أعلى نسبة كانت لصالح محور الآثار البيئية لاستخدام الطاقات المتجددة بنسبة91%، يليه محور فرص الاستثمار في الطاقات المتجددة بنسبة 88%، يليه محور الآثار الاقتصادية لاستخدام الطاقات المتجددة بنسبة 84%، يليه محور تحديات استخدام الطاقات المتجددة بنسبة 77%، وبينت النتائج أن عدم الاستقرار الأمني والسياسي يعدان أحد أهم التحديات التي تحد من فرص الاستثمار في الطاقات المتجددة في ليبيا، وإلى وجود ضعف في سياسات وتشريعات تشجع على استثمار وتطوير الطاقات المتجددة كضمانات للمستثمرين وتشجيعات مالية وتسهيلات لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.