السّينما المغربيّة (1970- 1990): تركيز هويّة الخطاب السّينمائي وآليّاته
Keywords:
السّينما المغربيّة, الخطاب السّينمائي, الهويّة, التّجديدAbstract
انطلاقا من تاريخ سنة 1970، عاشت المغرب تغيّرات وتحوّلات متسارعة على جميع المستويات (سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة)، أثّرت بصورة مباشرة على الحياة الفكريّة والثّقافيّة في البلاد، ومسّت من الواقع اليومي للمواطن المغربي. أفرزت كلّ هذه الظروف تكوّن تيّارات فكريّة متنوعّة، حاملة للفكر اليساري في معظمها ومناهضة للنّظام القائم - أي المَلَكيّة - ومؤيّدة لكلّ المفاهيم الّتي تنضوي تحت عنوان الدّيمقراطيّة، لتفرض في مرحلة معيّنة الإيديولوجيا التي تتبنّاها. أدّى كلّ ذلك إلى ظهور تيّار شبابي من المثقّفين والملتزمين (كتّاب، تشكيليّين، شعراء، سينمائيّين...)، انحازوا إلى قضايا مجتمعهم وسعوا إلى طرحها بطرق تعبيريّة مختلفة، في كنف حريّة الإبداع والتفكير.
وفي هذا السّياق، تعتبر الممارسة السّينمائيّة إحدى أهم الانتاجات الإبداعيّة التي سارعت إلى الانضمام إلى هذا المدّ الفكري التّجديدي التحرّري، والسّاعي إلى القطع مع كلّ أشكال الخنوع وأنواعه والارتباط المباشر في جوهرها بالواقع وقضايا المجتمع. لقد مثّل تاريخ 1970 البداية الحقيقيّة للسّينما المغربيّة، لا سيّما وأنّ الأولويّة القصوى كانت إرساء وتثبيت مشروع بناء سينما وطنيّة منفتحة على الآخر، وملتزمة ضمن طروحاتها بانتقاد الواقع المغربي وما يحمله من تشوّهات طالت جميع نُظمه. وفي ذلك، بحثت إنتاجات الفترة الممتدّة من سنة 1970 وإلى سنة 1990 تحديدا، في تقديم وصفة لخطاب سينمائي تمكّن من إقامة هويّة لهذه السّينما، مبادئها في ذلك التحرّر والتّجديد، وهدفها استدامت تقديم سينما تراهن على استنهاض فكر المشاهد المغربي في درجة أولى والعربي في درجة ثانية.
Published
How to Cite
Issue
Section
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.