مناهج الأئمة في الاستدلال بالقرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
مناهج الأئمة، الاستدلال بالقرآن الكريم، الشريعة الإسلامية، علماء المسلمينالملخص
من المعلوم أن القرآن الكريم هو عمود الشريعة الإسلامية وأسها وأساسها، وإليه ترجع أحكامها، وهو أصل المصادر ومنبعها، فما من مصدر إلا ويرجع إليه في أصل ثبوته. وهذا أمر لا خلاف فيه بين فقهاء المسلمين. إلا أنه رغم هذا الاتفاق في حجية القرآن، نجد الكثير من الاختلاف بين العلماء في فهم معانيه، وفي الأحكام المستنبطة منه، وإن من أهم أسباب هذا الاختلاف؛ اختلاف مناهج الاستدلال، وطرق الاستنباط، فمن المعلوم أن أئمتنا وعلماءنا قد وضعوا مجموعة من القواعد والأصول التي تضبط عملية الاستنباط، وقد وقع خلاف بين هؤلاء العلماء في كثير من تلك القواعد، الأمر الذي أدى إلى اختلاف في الفهم والاستنباط.
وقد حاولت في هذا البحث ذكر بعض القواعد المتعلقة بدلالات الألفاظ، واختلاف العلماء في كل قاعدة منها، دون ذكر أدلة كل فريق وردود المخالفين. فغرضي ليس الترجيح بين تلك الأقوال، وإنما القصد من ذكرها بيان أثر الاختلاف فيها في فهم الخطاب القرآني، وكيف انعكس ذلك على الأحكام المستنبطة منه.
ومن خلال هذه الدراسة تبرز أمور ينبغي التنبيه عليها ومن أهمها ما يلي:
- إن تعامل أئمتنا وعلمائنا مع النصوص عموما ومع كتاب الله خصوصا لاستنباط ما اشتملت عليه من أحكام كان تعاملا مبنيا على مجموعة من القواعد والمناهج التي تضبطه، ولم يكن متروكا للأهواء والعصبيات كما يظن من لا علم له.
- إن فهم النصوص هو ثمرة من ثمرات تلك المناهج المتبعة في هذا التعامل، فاختلاف المناهج لابد أن يؤدي إلى اختلاف الفهم.
- إن ما وقع بين فقهائنا من الاختلاف في الاستدلال بكتاب الله هو خلاف معتبر لأن كل واحد منهم قد انطلق في اجتهاده من أسس علمية معتبرة فلذلك كان للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد. فرضي الله عن جميعهم ونفعنا بعلمهم.
هذا ما يسره الله في هذا الموضوع وما هو إلا قليل من كثير، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان من زلل أو خلل فمني ومن الشيطان، والحمد لله رب العالمين.
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الحقوق الفكرية (c) 2022 شرف الدين المساوي
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.