الولايات المتحدة الأمريكية: خيارات الاقتصاد والرق ومصالح الدولة العليا

الملخص

يتناول هذا البحث الحرب الأهلية الأمريكية، التي اندلعت بين شطريها الشمالي والجنوبي، بين عامي 1861م و1865م، من حيت أسبابها أو العوامل التي أوقدتها، والمراحل التي مرت بها وتداعياتها على شرائح الشعب المختلفة، والحالة التي انتهت عليها، بالإضافة إلى الوضعية الاجتماعية التي استقر عليها حال العبيد المحررين، تلك القضية الإنسانية الشائكة، التي اختصم بها ولأجلها بعض قادة الرأسمالية، سدنة الإقطاع وأربابه. وبعيداً عن كل ذلك فإن التحولات الكبرى التي غيرت مجرى أحداث التاريخ الإنساني، والتي من أهمها بلا شك ما نحن بصدده هنا، لا يمكن تعليلها واحتوائها في حالة انفعاليها، هيجتها طروحات ورؤى بعض الحالمين من الكتاب وأصحاب الرأي على الرغم من واجهتها، فكم التضحيات ومقدار الدماء التي أورقت، بل وعدد الضحايا التي تقترب من المليون، يكشف عن تصادم مشروعين متنازعين، فبين من لايري الولايات المتحدة إلا قوية وفاعلة ومؤثرة في محيطها والعالم، وبين أخر لم يتصورها إلا مورداً يُشبع نهمه إلى المال، كان لابد من فض الشراكة وحسم الصراع، الذي أكدت نتائجه أن مصائر الشعوب ومستقبلها تبقى دائماً رهن ما يصيغه الأفذاذ من أبنائها، دون الاكتراث بفداحة التكلفة التي ستنجم عن ذلك، لأنها ستظل أخف وأهون من مغبة تركها مرتعاً لإصحاب المصالح الشخصية الضيقة.