إعمال مقاصد الشريعة في تفسير التحرير والتنوير (سورة النور نموذجًا)

الملخص

استعرضت في هذا البحث جملة من آراء العلامة محمد الطاهر ابن عاشور، في تفسيره لبعض الآيات من سورة النور، والتي يظهر فيها جليا أخذه بالمقاصد، واستفادته منها في أقواله وما يعرض له من اختلاف بين العلماء، فيرجح بينها بما يظهر له من موافقة لمقصد عام وكلي من كليات الشريعة، أو لمقصد جزئي للآية، فجعلت ذلك في ثلاثة مباحث كأمثلة لذلك، في كل مبحث مطلبين، يكون المطلب الأول للتعريف ولإعطاء لمحة خاطفة عن المقصد الذي نحن بصدده، ويكون الثاني لإظهار اعتبار الشيخ لذلك المقصد في الآيات التي أوردها، فإعمال النظر واستفراغ الجهد وبذل الطاقة والوسع في طلب قصد الشارع في كتابه، واجب على كل من أقدم على التأمل في كتاب العزيز، فتوجيه المعاني والربط بين سياقات النصوص التي تبدو للناظر المستعجل متنافرة، والترجيح بين ما ظاهره التعارض، واستنباط المعاني أو المعنى العام للسورة، وتناسب موضوعها مع موضوع ما قبلها وما بعدها، والفتق عن مقاصد الشارع من أحكامه وغاياته من تشريعه، كل ذلك يحتاج إلى عالم نحرير متبحر في علوم الشريعة، والإمام محمد الطاهر بن عاشور من هذه الطينة من العلماء، لذلك جاء بحثي هذا بعنوان: " إعمال مقاصد الشريعة في تفسير التحرير والتنوير (سورة النور نموذجا)".