دلالة المكان والتلازم الرمزي في شعر بدر شاكر السياب

الملخص

لقد جسد لنا السياب من خلال قصائده صوراً وأخيلة وفضاءاتِ مختلفة، جعل المكان في كل أشعاره عنصراً جوهرياً، ورمزاً يعكس أبعاداً متعددة وبارزة، فيه تبدو مظاهر الحضور والغياب واضحة وجلية .في الوقت نفسه لفت أنظارنا إلى ظاهرة الحنين إلى الأماكن المفقودة، إلى جانب تشكل البعد الأسطوري في كل قصائده من خلال الرموز الأسطورية، والتاريخية التي منحها دلالات وإيحاءات عبرت عن شعوره بالغربة وبالمعاناة والآلام نحو وطنه في أسلوب تجاوز الواقع، مشيراً إلى أهمية المكان عندما نراه يعكس العلاقة بين الذات والجماعة، وحين يعبر عن الاغتراب الفردي والانتماء الجمعي في آن واحد، لقد عبر السياب من خلال قصائده عن المكان بمختلف الصور المركبة التي تعكس حقيقة التوتر بين الماضي والحاضر وبين الواقع والخيال، لم يكن المكان انعكاساً لذات السياب، بل كان صوتاً عبر عن آلام الآخرين يعالج قضايا المجتمع.