رثاء الأقران في الشعر التشادي المعاصر: دراسة وصفية فنية (رثاء عباس محمد عبد الواحد أنموذجًا)

الملخص

يعرض هذا البحث دراسةً أدبيةً فنية في أساليب رثاء الشعراء التشاديين للشاعر عباس محمد عبد الواحد، رائد التيار المحافظ في الشعر التشادي، وتعرض الخصائص الفنية لتك القصائد، وتُبرِز مكانةَ الفقيد بين أقرانه. إذْ حَظِي عباس بعد وفاته بمَراثٍ لم يحْظَ بها أقرانه من محافظين وتجديدين؛ فقد كان قرِينُه عيسى عبد الله رائدُ التيار التجديدي أكثر منه شهرة وإنتاجا، ولكنه لم يَنلْ ما نال عباس من رثاء أقرانه إيّاه بحرارة الوداع، وطِيْب الثناء.

    وعلى ذلك أتت هذه الورقة لتدرس ما قيل في رثائه؛ للوقوف على ما فيها من فَنّيّات جمالية، مُسْتخدِمةً في عرضها منهجاً وصفياً تحليلياً يقوم على استقراء القصائد وبيان ما تضمنته من معان ودلالات، ثم تَتْبع ذلك دراسةٌ أدبيةٌ فنيةٌ، تبرز صُوَرَها الجمالية وأساليبَها في التعبير.

      وغاية هذه الدراسة هي السعي لِتَحْفِيز الشعراء، في تَجْويد أشعارهم، وإبْراز جوانبها المشرقة، تَطلّعاً نحو الأفضل، كما تسلّط ضوءا على جوانب القصور، من باب النقد البَنّاء.

وخلُصت الدراسة بنتائج، منها: أن الشعراء التشاديين تفاعلوا مع حدث وفاة الشاعر عباس تفاعلا إيجابيا؛ فجادتْ قرائحهم بأشعار عبرت ـ بصدق ـ عما اختلج في ضمائرهم، وأن مكانة عباس في نفوس التشاديين عظيمة، وقد ظهر ذلك جليا رثائه.

ومما استُنتِج ـ أيضًا ـ أن الشاعر التشادي قدير على قرض الشعر حسب مقتضيات الموقف، وأن مرثيات الشعراء في عباس تمتاز بصدق العاطفة والوجدان، وفيها تعبير عن عمق الإخاء، والتأثر بِلَوْعَات الفراق.