ظاهرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا: أسبابها وآثارها على الدولة والمجتمع

الملخص

تعتبر ظاهرة الانقلابات العسكرية في إفريقيا من الظواهر ذات التأثير السلبي على الدولة والمجتمع في الدول الإفريقية، بسبب ما تحمله من متغيرات سياسية واجتماعية وحتى اقتصادية تمس المجتمعات المحلية في تلك الدول وتنتقل آثارها إلى دول الجوار، لذلك فإن عدة ظروف وعوامل داخلية وخارجية كانت هي السبب في انتشار وتفشي ظاهرة الانقلابات العسكرية، هذه الظروف والعوامل مجتمعة تمثل التغير الواضح في المكونات الرئيسية للشخصية والكيان الإفريقي، وتساعد في فهم جانب مهم من جوانب حركة التفاعلات السياسية الداخلية في الدول الإفريقية المعنية، لأنه وبالنظر للنتائج التي تسفر عن هذه الانقلابات كسلوك غير دستوري، وغير قانوني، فإن حالة من حالات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني هي من ستسود المشهد العام في هذه الدول.

إن الحجم الهائل من الثروات والإمكانيات، والاستنزاف الكبير في الموارد الإفريقية، سببه الرئيسي عدم الاستقرار السياسي الناتج عن السلوك الانقلابي في كثير من الدول الإفريقية، والذي جاء كنتاج طبيعي لحالة الفوضى التي تعيشها أغلب الحكومات والأنظمة السياسية في إفريقيا، الأمر الذي يؤثر سلباً على مكانة الدول الإفريقية، ويسبب حدوث حالات الجوع والمرض والتخلف والصراعات المسلحة والنزوح الفردي والجماعي.

استندت هذه الدراسة على أنه لانتشار ظاهرة الانقلابات العسكرية في الدول الإفريقية عدة ظروف، داخلية  وخارجية، هي المتحكمة والمفسرة في أن لظاهرة الانقلابات العسكرية، حيث أن الفهم الدقيق لهذه الظروف  عن طريق تحليلها والبحث في أسباب نشوئها وتكوينها، يعطي فرصة أكبر لفهم تأثيراتها  أولاً، على صعيد موضوع الدراسة وهو الانقلابات العسكرية، وثانياً، على صعيد فهم التغيرات الواضحة والمستمرة في هياكل وبنى الأنظمة السياسية في هذه الدول، وكذلك التغيرات الجوهرية في بنى المجتمع الإفريقي عموماً، والنخب الإفريقية بوجه خاص.

ولذلك فإن ظاهرة الانقلابات العسكرية، بكل خصائصها وأبعادها، أصبحت حقلاً مهماً، من حقول دراسة الظواهر السياسية في القارة الإفريقية، خصوصاً، وفي العالم بشكل عام، وخصوصاً بعد انتشارها بشكل ملفت في السنوات الأخيرة تحديداً، مما وجه كثير من الباحثين لدراسة هذه الظاهرة واستخدام مدلولاتها لتفسير كثير من المعضلات والقضايا الإفريقية الأكثر الحاحاً.