ومن الحُلم ما عقل ! أو كيف كان حُلم المأمون بأرسطو ترحالاً فلسفيّا إلى أرض العرب ؟
الكلمات المفتاحية:
فلسفة، أرسطو، المأمون، الإنسانية، الحضارةالملخص
إذا كانت الفلسفة " أم العلوم"، كما قال أرسطو بحقّ ، فإنّه لا شيء خارجها. وهذا ما يُفسّر، ربّما، امتدادها على مناطق تفكير شاسعة. وفي هذا السياق سنرى، محاولة من أجل العودة إلى تلك اللّحظة الفعليّة لولادة الفلسفة في أرض العرب، والوقوف عند ذلك الحدث الكبير ،أعني تلقّي الفلسفة اليونانيّة بصفة عامّة و فلسفة أرسطو بصفة خاصة، على اعتباره "من الفلاسفة العظام " على حدّ تعبير براترند راسل (B.Russell)،وإن صحّ التعبير ،سور اليونان العظيم ومن عجائب الإنسانيّة قديما وحديثا . وسنرى أنّ حُلم الخليفة العبّاسي المأمون بأرسطو(Aristote) لم يكن مجرّد أضغاث أحلام، بل كان المنعطف الفكري الحقيقي والشرارة القويّة التّي غيّرت وجه ثقافتنا وحضارتنا التّي بلغت ازدهارا منقطع النّظير على جميع الأصعدة وقتئذ . لقد كان حُلما استثنائيّا لحاكم قد لا يتكرّر أبدا، لقد تفطّن المأمون أنّنا" نحتاج إلى الجنون"( بعبارة فوكو عندما يتحدّث عن نيتشه ) من أجل النّظر إلى الضفّة الأخرى من الإنسانيّة. لقد أدرك بأنّ المعلّم الأوّل ( أرسطو ) " مقياس لكلّ شيء "، أعني مقياس الحقيقة الأوّل والأخير.
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.