التّمثّلات القيميّة من المدوّنة الفقهيّة إلى العقديّة

الملخص

ارتأينا من خلال هذه الدّراسة أن نوضّح هيكل البناء القيمي في الشّريعة الإسلامية أساسا ومقصدا وذلك على مستويين، الأوّل فقهي على اعتبار وأنّ المنظومة الفقهيّة اعتنت بالجانب القيمي من خلال القواعد الفقهيّة التّي أسّست لسلوك الفرد وأخلاقه بصفة جليّة وأخرى خفيّة، غير أنّه قد أُهْمِل الجانب المقاصدي في المقابل، الأمر الذّي أدّى إلى انتكاسة في هذا المبحث الذّي وقف على أعتاب الحلال والحرام وفق الدّائرة الفقهيّة، وجعل من إدراج الجانب الأخلاقي ضمن المراتب الأولى للبنية التّشريعيّة حاجة ملحّة.

وأمّا المستوى الثّاني فهو الجانب العقدي الذّي تشخّصت من خلاله التّمثّلات القِيَميّة ضمن دائرة الحسن والقبح على نحو سياقين، سياق مادّي شكلي تناولته المباحث الكلاميّة لأبرز الفرق العقديّة كالمعتزلة والأشعريّة، وسياق مضموني تطبيقي تجلّى كثيرا مع أهل الذّوق ابتداء من حدّ التّصوّف وصولا إلى الممارسة بشكل متفاوت بتفاوت المقامات والأحوال.