معوقات تطبيق الفكر الاداري على المؤسسات الادارية دراسة حالة على ديوان المحاسبة الليبي

الملخص

يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على دور الفكر الإداري في تحسين أداء المؤسسات الإدارية، من خلال دراسة معوقات تطبيق الفكر الإداري في ديوان المحاسبة الليبي، باعتباره أحد الأجهزة الرقابية الحيوية في الدولة. فرغم محاولات التحديث والإصلاح الإداري، لا تزال المؤسسات تواجه جملة من التحديات، خاصة فيما يتعلق بالبُعد التقني والمعلوماتي، وبمستوى تقبل الموظفين لثقافة التغيير، وكذلك بضعف التدريب والتأهيل الإداري.

وقد ركّزت الدراسة على تحليل الفجوة بين المفاهيم النظرية للفكر الإداري، وبين الواقع العملي داخل ديوان المحاسبة، بهدف تشخيص المعوقات الإدارية والبشرية والتقنية التي تُعيق تفعيل الإدارة الحديثة، ومن خلال المنهج الوصفي التحليلي، مدعومًا بمراجعة أدبيات ودراسات ميدانية، خلص البحث إلى أن عدم جاهزية البنية التحتية المعلوماتية، والمقاومة الداخلية للتغيير، وضعف ثقافة الجودة الإدارية، تشكل أبرز العوائق أمام تطبيق الفكر الإداري بكفاءة.

كما أظهرت النتائج أن هناك إدراكًا واسعًا بين أفراد العينة بوجود معوقات جوهرية تعيق تطبيق الفكر الإداري، حيث بلغ المتوسط العام للموافقات نسبة مرتفعة بلغت حوالي 71%. وتصدرت المعوقات الثقافية والتنظيمية قائمة التأثير، بسبب قوة الثقافة التقليدية والهيكل التنظيمي غير المرن، يليها معوقات تقبل الموظفين لثقافة التغيير التي تعكس ضعفًا في برامج التوعية والحوافز والمشاركة، كما ظهرت المعوقات التقنية والمعلوماتية في المرتبة الثالثة، نتيجة ضعف البنية التحتية وقلة الاستثمار في الأنظمة الذكية وتكرار الأعطال التقنية، وقد أكدت نتائج اختبار الفرضيات أن جميع أنواع المعوقات المذكورة تؤثر بشكل إحصائي دال على تطبيق الفكر الإداري، وكان من أبرز العبارات المؤثرة في كل محور: نقص البنية التحتية التقنية، قلة التحفيز للتميز الوظيفي، وعدم وجود حملات توعوية حول أهمية التغيير.