تقنيات الحجاج البلاغية في خطاب الصحافة اليمنية مقاربة تداولية – صحيفة الثورة أنموذجاً (1990م-2000م)
الكلمات المفتاحية:
تقنيات الحجاج، البلاغة، الخطاب الصحفي، الصحافة اليمنيةالملخص
يُعدُّ الخطاب الصحفي صنفاً من أهم أصناف الخطابات اللغوية المتغلغلة في أعماق الحياة الاجتماعية المعبرة عن كل مجالاتها الحياتية المؤثرة فيها والمتأثرة بها، لما له من قدرة كبيرة على التأثير في المتلقي وإعادة تشكيل وعيه ورسم رؤاه المستقبلية وبلورة رأيه([1]) ، حيث يبنى على مجموعة من القيم والمبادئ المشتركة التي تحكم أفراد المجتمع الواحد، وتشمل كافة المستويات الفكرية والعقدية والنفسية والاجتماعية، والتداولية وغيرها، ويتحقق بناؤه عبر سلسلة من الأقوال المترابطة ترابطاً منطقياً، تشترك فيها عوامل خارجية ضمنية تسهم بشكل مباشر في طريقة عرض الخبر كالمقاصد والموجهات والسياقات والمقامات والإحالات الخارجية. ويعتمد على جملة من الآليات والتقنيات الحجاجية (اللغوية وغير اللغوية) التي تسعى إلى إقناع المتلقي والتأثير فيه، لضمان استمرارية العملية التواصلية بين طرفي الخطاب.
ويسعى هذا البحث إلى الكشف عن تقنيات الحجاج البلاغية في الخطاب الصحفي، وتتبع كيفية اشتغالها في تدعيم طاقة القول الحجاجية، إذ لم تعد الصحافة مجرد أداة لنقل الأخبار وتفسيرها، بل أصبحت وسيلة للتثقيف والتعليم والتوجيه، والخطاب الصحفي، هو خطاب موجهة، الغاية منه تغيير الفكر وتعديل السلوك، والدفع نحو الفعل، ومن ثم فإن ما يعتمده من تقنيات بلاغية فنية في مضمون الخطاب هي في الواقع مقومات حِجَاجِيَّة ضمن مسارات استدلالية، ذلك أن المخاطِب حينما يستعمل الأساليب البلاغية في خطابه لا يفعل ذلك لأجل الإمتاع، وإنما يفعله بغرض الإقناع. فالتقنيات البلاغية ليست متعة شكلية فحسب، ولا زخرفاً لفظياً عارضاً، ولكنها أداة إقناع، ذات سلطة حجاجية كبرى.
[1]) ينظر: إبرير، بشير: استثمار علوم اللغة في تحليل الخطاب الإعلامي: 99.
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution 4.0 International License.