المواطن بين غرس قيم المواطنة وبناء الهوية (دراسة ميدانية على عينة من الشباب الجامعي بمدينة مصراتة)

الملخص

تعد المواطنة سلوكاً تطوعياً حضارياً يقوم به الفرد لصالح وطنه، أو المكان الذي يعيش فيه، فهي التزام عقدي أخلاقي مبنية على قيم ومبادئ الإنسان السوي تجاه مجتمعه، وتصبح لديه سلوك شخصي وممارسة يومية في حياته وضميره. والولاء للوطن هو النتيجة المنطقية التي يحرص كل المجتمع غرسها في افراده، لأجل الاعتزاز بالانتماء إلى تاريخه وحضارته فهما الأساس في تشكيل بناء الهوية. ويكتسب الولاء بالوعي الاجتماعي، بفعل الاشتراك في نمط العيش والظروف الثقافية المتماثلة وإن اختلفت نسبة درجة الوعي بين افراده. فهي خلاصة تاريخ من التجارب الثقافية والحضارية للمجتمع . وتعد القيم الغاية والصالح المشترك للتمسك بالمثل العليا، فعندما تتأصل القيم وترتبط بحياة الافراد والجماعات في ذواتهم الانسانية وتنعكس على سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية باعتبارها قواعد منظمة للسلوك وقوة للانتماء، فكلما تجذرت بين افراد المجتمع وخاصة شبابه الذين يعتبرون أهم أداة من أدوات بنائه والنهوض به لمواكبة ركب الحضارة ومصاف المجتمعات المتقدمة زاد تماسكه وتقدمه. انطلقت الورقة للسؤال، ما مدى فاعلية غرس قيم المواطنة نحو بناء الهوية الوطنية لدى طلاب الجامعة ؟

وتكمن الاهمية في معرفة غرس قيم المواطنة ودورها في بناء الهوية . كما هدفت على الوقوف فاعلية قيم المواطنة وفق اختلاف المتغيرات نحو بناء الهوية الوطنية. ومعرفة أي المتغيرات الاكثر تأثيرا.واجريت على الطلاب الدارسين جامعة مصراتة لفصل خريف2023م

مناقشة النتائج - خصائص العينة، اظهرت النتائج وفق متغير الجنس: أن النسبة الاعلى من الاناث واغلبهم تتراوح اعمارهم ما بين (18 إلى 24 ) والنسبة الغالبة وفق متغير التخصص العلمي غلم الاجتماع بصفة القيد النظامي.

 وبخصوص الاجابة عن اسئلة البحث :السؤال الأول ما مستوى غرس قيم المواطنة لدى الشباب الجامعي بكلية الآداب؟ اظهرت النتائج ، بلغ المتوسط الحسابي لآراء العينة (2.12) ومستوى المعنوية p- value  يساوي (0.000) وهي أقل من (0.05) مما يعنى أن مستوى قيم المواطنة متوفر بدرجة متوسطة، وذلك استناداً إلى المتوسط الحسابي .اما بخصوص السؤال الثاني: عن مستوى بناء الهوية لدى الشباب الجامعي. فقد بلغ المتوسط الحسابي لآراء العينة 2.40 ومستوى المعنوية p- value   يساوي (0.000) وهي أقل من (0.05) مما يعنى أن مستوى بناء الهوية متوفر بدرجة كبيرة، وذلك استناداً إلى المتوسط الحسابي. بهذا يتطلب رفع مستوى الوعي ونشر المفاهيم المتعلقة بقيم المواطنة من اجل بناء الهوية. وتسخير وسائل الاعلام المتلفة لغرس القيم والعادات والتقاليد حفاظا على هوية المجتمع.