الثقافة والمقاومة: دور الأدب الليبي في التعبير عن القضايا الوطنية
Keywords:
الهوية الوطنية, المقاومة, الأدب الليبي, الكفاحAbstract
تتناول هذه الدراسة الدور الحيوي الذي لعبه الأدب الليبي بوصفه أحد أهم تجليات الثقافة الوطنية، ووسيلة فعّالة لمقاومة الاستعمار والاستبداد، والتعبير عن تطلعات الشعب الليبي في مختلف المراحل التاريخية، فالأدب الليبي منذ بداياته لم يكن مجرد أداة جمالية أو تسلية لغوية، بل مثّل صوتًا جماعيًا حمل هموم الأمة الليبية، ووثق فترات النضال والتحول، كما أسهم في بناء الوعي السياسي والاجتماعي، عبر نصوص تجمع بين البعد الجمالي والبعد الرسالي المقاوم، حيث تُركّز الدراسة على تحليل النصوص الأدبية الليبية بمختلف أجناسها، لا سيما الشعر والرواية والمقال، من خلال منهج وصفي تحليلي يُبرز كيف تفاعل الأدباء مع القضايا الوطنية، مثل الحرية، والهوية، والسيادة، والعدالة الاجتماعية. كما يوظف المنهج التاريخي لرصد تطور الخطاب الأدبي المقاوم منذ عهد الاحتلال العثماني الثاني، مرورًا بالحقبة الإيطالية، وما تبعها من إدارات أجنبية، وصولًا إلى مرحلة الاستقلال وما بعدها ويهدف هذا التتبع إلى فهم العلاقة بين الإبداع الأدبي والواقع الوطني المتغير.
حيث اعتمدت الدراسة على أدوات متنوعة لجمع البيانات، شملت تحليل نصوص مختارة من إنتاج أعلام الأدب الليبي، مثل أحمد رفيق المهدوي، وأحمد الشارف، وعلي صدقي عبد القادر، ومحمد فريد سيالة، إلى جانب الرجوع إلى المقالات الصحفية والكتب النقدية والدراسات الأكاديمية، كما استُخدمت أساليب تحليل متعددة كالموضوعي والأسلوبي والمقارن، لتفسير الرموز الوطنية، واللغة البلاغية، والتقنيات التي كرّسها الأدباء للتعبير عن المقاومة وتعزيز الوعي الجمعي، فأن الأدب الليبي أدّى دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الوطنية، وكان بمثابة منبر مقاومة في وجه الاستعمار والقمع، وفضاءً ثقافيًا لنقد السلطة وتحفيز
الجماهير، وقد ساعد هذا الدور في توثيق الذاكرة الوطنية وإعادة تشكيل العلاقة بين المواطن والوطن، وتأكيد ارتباط الثقافة بالممارسة السياسية والاجتماعية، وبذلك تسهم الدراسة في إغناء حقل الدراسات الأدبية الوطنية، وتسلّط الضوء على الأدب الليبي كأداة فكرية فاعلة في معركة التحرر والوعي.
Published
How to Cite
Issue
Section

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.
