وظائف السيرورة الدلالية في المؤول النهائي من خلال نظرية العلامة عند بيرس: شعر بدر شاكر السياب أنموذجًا

Abstract

تناول البحث المقاربات النصية في تحليل شعر بدر شاكر السياب، معتمدًا على المعالجة الشمولية لدلالة النَّص الأدبي، والإحاطة بمستوياته المتعددة (الصرفية، والتركيبية، والدلالية)، واتبعت في الكشف عن السيرورة الدلالية نمط ووظائف التي اعتمد عليها بيرس في المؤول النهائي لبيان تحليل النص في ضوء هذا المؤول من نظريته في مستويات التأويل، وجاء البحث في تمهيد وأربعة مباحث، أما التمهيد: فتناول مستويات التأويل ونظرية المؤول عند (بيرس). وتناول المبحث الأوَّل: الوظيفة السِيْكُولُوجيّة المعنيَّة بدراسة الحالة النفسية المسيطرة على الشاعر. والمبحث الثَّاني: الوظيفة الوجودية للكشف عن الماهيات والمفاهيم المعبرة عنها النصوص. والمبحث الثَّالث: الوظيفة الجمالية من خلال الآليات التي تعبر عن قدرات الشاعر، ومهارته في التصوير. والمبحث الرَّابع: الوظيفة الإيديولوجية التي يربط بين الأدب والنزعة العقدية أو السياسية، أو غيرها من النزعات في شعر بدر شاكر السياب. وجاءت الخاتمة بها أهم النتائج: أنَّ المؤول النهائي هو المرحلة الثالثة من مراحل تأويل العلامات، بعد المؤولين: المباشر والدينامي، كما اعتمد المؤول النهائي على مجموعة من الوظائف التي تتعالق بدلالة العلامات من منظورات متعددة: نفسية، وجودية، جمالية وعقدية مذهبية (أيديولوجية)، وترتبط الوظيفة السيكولوجية بعلم النفس، أو الحالة النفسية لدى الشاعر، ما أبرز حالات نفسية متعددة لدى بدر شاكر السياب، وطغى الحزن والحماسة الثورية على قصائده، وعلاوة على ذلك تتعلق الوظيفة الوجودية بالماهيات أو حقيقة الأشياء ووظَّفها الشاعر في مناقشة مفهوم الحب، والحيرة في استكناه حدوده، والأوضاع الطبقية في المجتمع الذي يترأسه السادة في مقابل العبيد أو المطحونين الضعفاء، وتعتمد الوظيفة الجمالية على دلالة العلامة، واستعمالاتها بين الحقيقة والمجاز، وهو ما برز لدى الشاعر الذي طغى عليه الاستعمال المجازي للعلامات التي تمثِّل الأفعال في عناوين القصائد خاصة، مع قلة استعمال دلالة اللفظ على الحقيقة، وتتعلق الوظيفة الأيديولوجية بالعقائد والتوجُّهات لدى الشاعر، سواء كانت دينية أم مذهبية أم سياسية، على النحو الذي ناقش فيه الشاعر ما يبرز مواقفه تجاه: الجهاد في سبيل الوطن، الدكتاتورية، شرب الخمر، عقيدة الصلب ورسالة الشعر المرتبطة بمسؤولية الشاعر تجاه المجتمع والوطن.