الحزب الشيوعي والمرأة السودانية 1946-1971

الملخص

شهدت قضية الحزب الشيوعي والمرأة السودانية تداخلاً واضحاً في حيثيات التكوين والنشأ وتكاد الأفكار والطموحات تكون متساوية، من خلال الدعوة إلى حرية تعلم النساء والتحرر من القيود والعادات والتقاليد الاجتماعية التي جعلت النساء في الدرجة الدنيا من المجتمع.

   تهدف الدراسة إلى بيان أهم الشخصيات النسوية القوية التي تقبلت الفكر الشيوعي في صيغته الشمولية وكيف أثرت على مجريات العلاقة بين الشيوعية والتيارات النسوية التي خرج أغلبها من عائلات إسلامية بفعل التأثر بالطلبة والجامعات المصرية التي كانت منبراً لنشر الفكر الشيوعي.

تمكن الحزب الشيوعي في النهاية من تسخير العلاقات العائلية لنشر أفكاره والتصدي للفئات المعارضة داخل المجتمع من خلال التشجيع على القيم النبيلة التي تحفظ حقوق المرأة دون تعارضها مع قيم الاسلام من خلال عقد الندوات التثقيفية لشرح موقف الشيوعية من المرأة والدعوة إلى حق النساء في التعلم والعمل في حدود الأخلاق الحميدة، فنجح الحزب في تنظيم أكبر اتحاد نسائي إفريقي ويصل به إلى قبة البرلمان، ليكسر بذلك القيود الاجتماعية ويعطي المرأة بادرة لتأسيس المجلات والصحف والانخراط في سياق العمل والوظائف الحكومية، وهو ما جعل تلك الانجازات محط أنظار الطامحين والمتربصين الذين عمدوا على إيقاف أنشطة الاتحاد النسائي عام 1971 بعد فشل جهود ضمه إلى التكوين السياسي القائم.